احتجاجات الطائفة العلوية في سوريا على خلفية فيديو أثار الجدل

احتجاجات الطائفة العلوية في سوريا على خلفية فيديو أثار الجدل

شهدت مناطق تواجد الطائفة العلوية في سوريا موجة احتجاجات واسعة عقب انتشار مقطع فيديو يظهر هجومًا على مقام ديني في مدينة حلب. وقد دفع الحادث السلطات السورية إلى إصدار أول تعليق رسمي حول الواقعة، مؤكدة أن الفيديو “قديم” وأن “مجموعات مجهولة” تقف وراءه.

التعليق الرسمي

أصدرت وزارة الداخلية السورية بيانًا، الأربعاء، أشارت فيه إلى أن الفيديو الذي يظهر “حادثة اقتحام واعتداء” على مقام أبو عبد الله الحسين الخصيبي في منطقة ميسلون بمدينة حلب، يعود إلى فترة سابقة، إبان تحرير المدينة. وأكد البيان أن إعادة نشر الفيديو تهدف إلى “إثارة الفتنة بين أبناء الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة”.

وأضافت الوزارة أن الأجهزة الأمنية تعمل بشكل مكثف على حماية المواقع الدينية والممتلكات العامة، مشددة على رفضها أي محاولات تهدف إلى تقويض الاستقرار بين مكونات الشعب السوري.

انتشار الاحتجاجات

أثار الفيديو ردود فعل غاضبة، حيث خرج عشرات الآلاف من أبناء الطائفة العلوية في مظاهرات حاشدة شملت مدن حمص، اللاذقية، طرطوس، والقرداحة الواقعة على الساحل السوري. ورفع المتظاهرون شعارات تعبر عن تضامنهم مع المقام المستهدف، مثل “بالروح بالدم نفديك يا خصيبي” و”واحد واحد واحد الشعب السوري واحد”.

بحسب تقارير صادرة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الفيديو أظهر اعتداءً على المقام، ما أسفر عن مقتل خمسة من خدامه والتمثيل بجثثهم، إلى جانب إشعال النيران داخل المكان. وأشار المرصد إلى أن التاريخ الدقيق لتسجيل الفيديو لا يزال غير واضح.

إجراءات أمنية مشددة

على خلفية الاحتجاجات، أعلنت السلطات فرض حظر تجول ليلي في مدينتي حمص واللاذقية، في محاولة للسيطرة على الأوضاع ومنع أي تصعيد إضافي. كما ناشدت السلطات المواطنين بالحفاظ على الهدوء والتعاون مع الأجهزة الأمنية لضمان سلامة الجميع.

أبعاد الحادثة وتداعياتها

أثار هذا الحادث توترًا في مرحلة حساسة تمر بها سوريا، حيث تسعى الحكومة إلى تعزيز الاستقرار في ظل تحديات داخلية معقدة. ويُنظر إلى الموقف باعتباره اختبارًا لقدرة السلطات على احتواء التوترات الطائفية والحفاظ على الوحدة الوطنية.

بالرغم من تأكيد السلطات أن الفيديو قديم، إلا أن توقيت نشره وانتشاره السريع أثارا تساؤلات حول الجهة التي تقف وراء ذلك والدوافع الحقيقية لهذا العمل. تظل الأحداث مفتوحة على احتمالات متعددة، بما في ذلك تصعيد الاحتجاجات أو التوصل إلى تهدئة شاملة عبر تدابير حكومية إضافية.

ward

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *