أول دعوة رسمية: أحمد الشرع يدعو أمير قطر لزيارة سوريا

أول دعوة رسمية: أحمد الشرع يدعو أمير قطر لزيارة سوريا

في خطوة دبلوماسية لافتة، وجه القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، دعوة رسمية إلى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لزيارة سوريا. وتعد هذه الدعوة الأولى من نوعها التي يوجهها الشرع إلى رئيس دولة منذ توليه منصبه، مما يكتسب أهمية خاصة في ظل المتغيرات السياسية التي تشهدها المنطقة بعد سقوط نظام الأسد.

وأوضح أحمد الشرع في تصريحات صحفية، إلى جانب وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية، محمد الخليفي، أن دولة قطر تتمتع بمكانة خاصة في سوريا بفضل مواقفها المشرفة والداعمة للشعب السوري طوال السنوات الماضية. وأكد أن قطر كانت من أبرز الدول التي وقفت إلى جانب الشعب السوري في مختلف المراحل، مما جعلها شريكًا استراتيجيًا ذا قيمة كبيرة في عملية إعادة بناء سوريا.

إعادة بناء العلاقات بين دمشق والدوحة

من خلال هذه الدعوة، يعكس أحمد الشرع عزم سوريا على تعزيز علاقاتها مع قطر في المرحلة المقبلة. وأشار إلى أن العلاقات بين الدوحة ودمشق ستشهد تحسنًا كبيرًا وأن التعاون الاستراتيجي بين البلدين سيزداد في المستقبل، خصوصًا في المجالات الاقتصادية والتنموية. وأضاف الشرع أن قطر أبدت اهتمامًا كبيرًا بالاستثمار في قطاعات حيوية مثل الطاقة في سوريا، ما سيسهم بشكل كبير في عملية إعادة الإعمار والنهوض بالاقتصاد السوري.

الجدير بالذكر أن دعوة الشرع تمثل تحولًا كبيرًا في سياسة سوريا الخارجية بعد سنوات من العزلة، حيث كانت العديد من الدول العربية تتبنى مواقف معارضة للنظام السوري في ظل الحرب المستمرة. غير أن العلاقات السورية مع بعض الدول، مثل الإمارات والسعودية، قد شهدت تقاربًا في الآونة الأخيرة، مما يعكس تغيّرًا في سياسة المنطقة.

موقف قطر الثابت والداعم

في اللقاء الذي جمع بين الشرع والخليفي في دمشق، أكد وزير الدولة القطري أن قطر ستظل داعمة لسوريا وشعبها في جميع مراحل المرحلة الانتقالية. وأشار الخليفي إلى أن الشعب السوري هو من يحدد مستقبله ولن يتعرض للوصاية من أي طرف خارجي. ولفت إلى أن قطر ستواصل تقديم الدعم لسوريا في إطار بناء دولة المؤسسات وتعزيز استقرارها.

وأوضح الخليفي أن الدعم القطري لا يقتصر فقط على الدعم السياسي، بل يشمل أيضًا الدعم الفني والتقني في مختلف المجالات، خاصة في مسألة تأهيل بنية سوريا التحتية والمساهمة في تعزيز قطاعات حيوية مثل الطاقة.

تأمين مطار دمشق الدولي

أحد النقاط المهمة التي تم بحثها خلال هذا اللقاء كانت سبل دعم وتشغيل مطار دمشق الدولي، الذي يعاني من صعوبات نتيجة للظروف الأمنية والاقتصادية التي مرت بها سوريا. وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن الدوحة بصدد توفير الدعم اللازم لتشغيل المطار واستعادة دوره الحيوي في حركة السفر الدولية.

هذا التعاون بين البلدين يمثل خطوة مهمة نحو إعادة فتح سوريا على العالم، في ظل رغبة الحكومة السورية في جذب الاستثمارات الأجنبية وتحسين البنية التحتية.

تطورات سياسية في سوريا والعلاقات الإقليمية

في الوقت نفسه، استمر التواصل بين المسؤولين السوريين والدبلوماسيين من دول أخرى في المنطقة. فقد التقى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، مع أحمد الشرع في دمشق لمناقشة تطورات الوضع في سوريا بعد سقوط الأسد، في حين استقبل الشرع وفدًا سعوديًا رفيع المستوى في دمشق، حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.

هذه اللقاءات والتطورات تبرز رغبة سوريا في إعادة تشكيل تحالفاتها الإقليمية وفتح قنوات تواصل مع دول كانت قد اتخذت مواقف معارضة للنظام السوري في السابق.

التوجه نحو مرحلة تنموية جديدة

خلال اللقاء مع الوفد القطري، أكد أحمد الشرع أن المرحلة المقبلة في سوريا ستكون مرحلة تنموية بامتياز. ولفت إلى أن الحكومة السورية تسعى للاستفادة من الخبرات القطرية في مختلف المجالات بما يساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

وأشار الشرع إلى أن التعاون مع قطر سيكون محوريًا في خطط إعادة الإعمار، وأن هذا التعاون سيشمل مشاريع واسعة النطاق تهدف إلى تحسين مستوى معيشة السوريين ودعم البنية التحتية. وبذلك، يترسخ التوجه نحو مرحلة جديدة في سوريا، تتسم بالاستقرار والتنمية بعد سنوات من الحرب والدمار.

الخلاصة

تعد دعوة أحمد الشرع لأمير قطر لزيارة دمشق خطوة دبلوماسية مهمة تعكس التغيرات الكبيرة التي تشهدها السياسة السورية والعلاقات الإقليمية في المنطقة. من خلال تعزيز التعاون مع قطر، تسعى دمشق إلى استعادة دورها الإقليمي والدولي، وتوفير فرص استثمارية كبيرة للمساهمة في إعادة إعمار البلاد. كما أن الدعم القطري الثابت والمستمر يعد عاملًا مهمًا في بناء مرحلة انتقالية جديدة لسوريا تكون أكثر استقرارًا وتعاونًا مع جيرانها.

ward

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *