دعوات سكان حي التضامن في دمشق: “لا للطائفية.. نحن سوريون قبل كل شيء”

في ظل الأحداث المؤلمة التي تشهدها سوريا، برزت دعوات متكررة من سكان حي التضامن في دمشق للتأكيد على الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية، مشددين على أهمية التمسك بالهوية السورية الجامعة. وقد استشهد السكان بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: 6]، داعين إلى التروي والتحقق من الأخبار لقطع الطريق على الفتن التي تؤدي إلى الانقسام.
حادثة حرق مقام الخصيبي في حلب
من بين الأحداث التي أثارت الجدل مؤخرًا، حادثة حرق مقام الخصيبي في مدينة حلب. وتشير المعلومات إلى أن الحادثة وقعت قبل نحو أسبوعين من سقوط المدينة. وفقًا للتقارير، قامت إحدى الجهات بإحاطة المقام بطوق أمني وحراسة مشددة، ومنعت الاقتراب منه، كما عمدت إلى حذف كافة الفيديوهات التي توثق الواقعة من هواتف المجموعة التي شهدت الحادثة.
لكن لاحقًا، استطاع أحد أفراد المجموعة استعادة الفيديوهات المحذوفة ونشرها في إحدى المجموعات قبل ثلاثة أيام فقط، في محاولة لإظهار ما وصفه بـ”البطولة”. وبعد الحادثة، بادرت الهيئة المسؤولة إلى ترميم المقام وتجديده، وافتتحته مجددًا للزوار في حلته الجديدة.
الدعوات إلى ضبط النفس ونبذ الفتنة
ردًا على هذه التطورات، وجه أعيان حي التضامن في دمشق، بمختلف أطيافهم، نداءات صريحة لنبذ الفتنة والتحلي بالصبر والحكمة. وعبروا عن مواقفهم من خلال منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، تضمنت رسائل مثل: “الفتنة نائمة، لعن الله من أيقظها”، و**”لأن يُهدم الكعبة حجرًا حجرًا أهون عند الله من أن يُقتل مسلم بغير حق”**.
كما أكد السكان على أهمية الترفع عن الانجرار وراء أي دعوات تحريضية، مشيرين إلى أن الحكمة والعقل هما السبيل الوحيد لتجاوز المحن. وأضافوا أنهم سوريون قبل كل شيء، متساوون في الحقوق والكرامة، ولا يتحملون مسؤولية أخطاء الآخرين. وتضمنت دعواتهم أيضًا رسائل إنسانية مثل: “نرمم مقامًا، نزرع شجرة عيد ميلاد جديدة، نبني جامعًا آخر… لكن من مات لن يعود، وأمهات الشهداء سيبكين عليهم حتى آخر يوم في حياتهن.”
رسالة وحدة وطنية
تجدد هذه المواقف دعوة الجميع إلى الوقوف في وجه الطائفية والفرقة، مؤكدة أن أبناء الشعب السوري، بمختلف مكوناتهم، يجمعهم مصير واحد. وشدد سكان حي التضامن على أن الفتنة لا تجلب سوى الدمار، وأن وحدتهم كسوريين هي السلاح الأقوى في مواجهة كل محاولات التفريق بينهم.