وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي يلتقي أحمد الشرع في دمشق

في خطوة تعكس الدعم الإقليمي للعملية السياسية في سوريا، التقى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اليوم الاثنين القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، في العاصمة السورية دمشق. اللقاء الذي جاء في سياق حراك دبلوماسي متسارع، تناول سبل دعم العملية الانتقالية في سوريا، بما في ذلك تشكيل دستور جديد وتحقيق استقرار طويل الأمد في البلاد.
دعم الأردن للعملية الانتقالية
خلال اللقاء، أكد الصفدي دعم بلاده للجهود السورية الرامية إلى الانتقال السياسي، بما يشمل صياغة دستور جديد يُلبي طموحات الشعب السوري. وفي تصريحات له للجزيرة، أشار الصفدي إلى أن الأردن يقف إلى جانب السوريين في بناء دولتهم، ويدعم العملية الانتقالية التي تهدف إلى الانتقال إلى “نظام سياسي يلبي كل طموحات السوريين”. وأوضح الصفدي أن اللقاء مع الشرع عكس رغبة قوية في بناء وطن يشعر فيه كل السوريين بالأمن والمساواة.
وأشار الوزير الأردني إلى أهمية العلاقات السورية الأردنية، مؤكداً أن الشرع يعي تماماً ضرورة التعاون بين البلدين في المرحلة المقبلة. وأضاف الصفدي أنه تم التركيز على ضرورة بناء “وطن حر لا إرهاب فيه” وحماية حقوق السوريين، مشيراً إلى أهمية التعاون في مواجهة التهديدات الإرهابية التي تؤثر على المنطقة بأسرها.
تعزيز التعاون في مواجهة التحديات الإقليمية
وتابع الصفدي أن المباحثات بين الجانبين تناولت أيضاً قضايا أمنية إقليمية، خاصة فيما يتعلق بالتهديدات التي يشكلها الإرهاب في المنطقة. وأكد الوزير الأردني أن كلا البلدين اتفقا على أهمية تشكيل آليات عمل مشتركة لمعالجة القضايا التي تساهم في دعم سوريا، مع التأكيد على ضرورة خلق بيئة آمنة تساهم في إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
أول زيارة لمسؤول أردني كبير إلى دمشق بعد سقوط الأسد
تعد زيارة الصفدي إلى دمشق خطوة بارزة، كونها تمثل أول زيارة لمسؤول أردني رفيع إلى سوريا منذ سقوط الرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024. وتأتي هذه الزيارة في وقت حساس، حيث يسعى الأردن إلى تعزيز علاقاته مع سوريا في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، لا سيما في ما يتعلق بالأزمة السورية واللاجئين.
كما لفت الصفدي إلى أن الأردن يستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011، مشيراً إلى أن عمان تعمل على تسهيل العودة الطوعية للسوريين، حيث عاد نحو 7250 لاجئاً عبر الحدود الأردنية إلى سوريا منذ سقوط حكم الأسد.
تطورات دبلوماسية في المنطقة
زيارة الصفدي تأتي في إطار حراك دبلوماسي إقليمي نشط، حيث بدأ وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، محمد الخليفي، زيارة إلى دمشق على رأس وفد رفيع المستوى، لإجراء محادثات مع المسؤولين السوريين. وفي الوقت ذاته، استقبل الشرع وفودًا من عدة دول، بما في ذلك وفد سعودي برئاسة مبعوث من الديوان الملكي، وفد تركي بقيادة وزير الخارجية هاكان فيدان، وفد لبناني برئاسة وليد جنبلاط، في مشهد دبلوماسي يشير إلى تزايد الانفتاح الإقليمي والدولي على سوريا.
الحراك الدبلوماسي ودعوات للسلام
في ظل هذه التطورات، أكد الملك عبدالله الثاني في وقت سابق وقوف الأردن إلى جانب السوريين واحترام “إرادتهم” في تقرير مصيرهم، داعياً إلى تجنب الانجرار إلى “الفوضى” بعد إسقاط نظام الأسد. هذا التوجه يعكس السياسة الأردنية التي تسعى إلى تحقيق استقرار المنطقة وتعزيز التعاون مع مختلف الأطراف لتجنب المزيد من التصعيد.
الخلاصة
اللقاء بين وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي والقائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع يعكس رغبة مشتركة في دعم العملية الانتقالية في سوريا، وتحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة. ويأتي هذا في وقت تشهد فيه المنطقة تحركات دبلوماسية مكثفة، مع تعزيز التعاون بين سوريا والدول المجاورة لها.