وزير الخارجية الإيراني يحذّر من التدخل المدمّر في مستقبل سوريا

وزير الخارجية الإيراني يحذّر من التدخل المدمّر في مستقبل سوريا

حذّر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، من التدخلات الخارجية التي قد تكون مدمرة لمستقبل سوريا، مؤكدًا أن القرارات المتعلقة بمصير البلاد يجب أن تكون من اختصاص الشعب السوري وحده. جاء هذا التحذير في مقال نشرته وسائل الإعلام الصينية أثناء زيارة رسمية يقوم بها عراقجي إلى الصين، وهي أول زيارة له منذ توليه منصب وزير الخارجية.

وقد وصل عباس عراقجي إلى العاصمة الصينية بكين يوم الجمعة، في زيارة رسمية أعلن عنها الإعلام الإيراني، حيث تأتي هذه الزيارة في وقت حساس بالنسبة للمنطقة والعالم. وعقب وصوله، نشر مقالًا في صحيفة “الشعب” الصينية، دعا فيه إلى احترام سيادة سوريا ووحدتها، مشددًا على أن إيران تؤمن بأن الشعب السوري هو الوحيد الذي يجب أن يتخذ القرارات المصيرية المتعلقة بمستقبله، بعيدًا عن أي تدخلات خارجية أو إملاءات من أي جهة كانت.

وتأتي تصريحات عراقجي في وقت تشهد فيه سوريا تطورات هامة، حيث دعمت إيران وروسيا الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد خلال السنوات الماضية، خصوصًا بعد سيطرة فصائل المعارضة على العديد من المدن السورية، مما أدى إلى تدهور حكم الأسد الذي استمر لأكثر من خمسة عقود. وفي هذا السياق، أشار عراقجي إلى أن إيران تحترم سيادة سوريا وسلامة أراضيها، معتبرًا أن مستقبل البلاد يجب أن يتم تحديده من خلال إرادة شعبها.

من جانبه، عبّر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، عن تأكيده بأن سوريا ستشهد ظهور “مجموعة من الشرفاء الأقوياء” الذين سيواجهون حالة انعدام الأمن في البلاد، داعيًا الشباب السوري إلى الوقوف بقوة أمام من تسببوا في هذه الحالة. وأكد خامنئي أن الشعب السوري سيتغلب على هذه الظروف في المستقبل القريب.

وفي مقالته، شدد عراقجي على أن دعم الشعب السوري يجب أن يكون المبدأ الأساسي الذي تتبعه جميع الأطراف الدولية. كما تناول الدعم الذي تقدمه الصين لسوريا، حيث كانت قد أعلنت عن شراكة استراتيجية مع النظام السوري، في إطار تعزيز العلاقات بين بكين ودمشق. وأكدت الصين على موقفها الثابت في دعم الشعب السوري، معارضة أي استغلال للوضع الراهن من قبل الجماعات الإرهابية بهدف خلق الفوضى.

من المتوقع أن تتضمن زيارة عراقجي إلى الصين، التي ستستمر ليومين، محادثات مع نظيره الصيني، وانغ يي. هذه الزيارة تأتي في وقت حساس على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث يواجه العالم العديد من التحديات التي تستدعي التشاور بين إيران والصين، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الأمنية والاقتصادية. كما أشار عراقجي في تصريحاته إلى أهمية التنسيق بين البلدين في مواجهة التحديات القادمة، بما في ذلك ملف إيران النووي.

تعتبر الصين أكبر شريك تجاري لإيران، وهي تشتري جزءًا كبيرًا من النفط الإيراني الذي يخضع للعقوبات الأمريكية. كما كانت الصين قد أكدت في وقت سابق دعمها لخطط إيران في المنطقة وأعربت عن رغبتها في تعزيز التعاون في مختلف المجالات.

ward

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *